top of page
Writer's pictureTagreed Hassan

سماهاني

Updated: Jun 23, 2023


سماهاني لـ بركة ساكن
سماهاني لـ بركة ساكن

التقيم: ٣.٥/٥


المراجعة:


سماهاني رواية تاريخية ذات طابع درامي ساخر، يلقي الكاتب الضوء على حقبة زمنية مهمة شبة مهملة وهي فترة الاستعمار العماني لجزيرة "أنغوجا" الأفريقية ما تعرف حالياً باسم زنجبار أو "زانج بارب" هذا الاسم أطلق عليها من مجموعة من البحارة الفرس.

تبدأ الأحداث في عام ١٦٥٢ م فترة الاستعمار العماني على جزيرة زنجبار الأفريقية، كان السلطان "سليمان بن سليم" يحكم الجزيرة باسم الدين الإسلامي وادعاه بنشر تعاليم الدين الحنيف وإخراج أهلها من ظلمات الجهل الي نور الإسلام، فكيف كانت إدارة البلاد في تلك الفترة. هل كان الحكم بغرض نشر المنهج الإسلامي الصحيح وتعميم المنفعة العامة للشعب أو وسيلة لتنفيذ أوامر السلطان وتسهيل مطالبة. يظهر لنا كيف أن السلطان له السلطة بتشكيل الدين كما يشاء، فنجد أن في عهدة أباح تجارة الرق وازدهرت العبودية. وفي الجانب الآخر ‏نرى تناقض السلطان بداً بنهاره في تدبيره أحوال دولته تحت حكم الشريعة و ‏ختاماً بليله الحافل المليء بالسكر والعربدة، ايضاً أستخدام السلطان أسلوب الاستبداد والترويع والتخويف والطغيان أول ما وطأت قدمة الجزيرة وهذا يظهر بشكل واضح عند استعباده سكانها لخدمة مصالحة الشخصية، وذلك بإصداره أحكام تخدم مصالحة فقط، ومنها أن الخروج عن طاعة السلطان أمر منهي عنه في الشريعة الإسلامية وأن الجزيرة ومن عليها ملك للسلطان وأهله وحاشيته، ايضاً أحد أبشع أنواع العبودية تظهر في اخصاء ما سماهم بالعبيد، اذ كانت مراسم الإخصاء تتم في مراسم حفل بشعة مليئة بالإذلال والإهانة أمام السلطان وحاشيته يحتفلون بأخصائهم وامتلاكهم للخدم.

من جهة أخري تسرد الرواية الغزو الإنجليزي على الحكم العماني في الجزيرة، كيف استقبل السلطان خبر الغزو الأجنبي وهل تغير الحال؟ من جهة أخري كيف كان رد فعل السكان الأصلين للجزيرة هل أيدوا الغزو الإنجليزي واعتبروه منقذ لهم من عهد الاستبداد والقهر والعبودية، أم ساندوا سلطانهم انصياعا منهم لدينه. كيف تعامل المستعمر الإنجليزي مع السلطان والجزيرة وسكانها؟ هل كان الغزو بداية لعهد جديد يسود فيه العدل والمساواة والحقوق. وكيف أن الاستعمار العماني بات بين أمرين بين مستعمر أجنبي جائر وبين سكان أصلين مستعبدين.

إذًا هل كان الهدف الحقيقي من الغزو العماني نشر الإسلام أم استغلال الأرض ومن عليها باسم الدين الإسلامي. هذا ما يحدث في واقعنا الحالي وجود فئه يتاجرون باسم الدين، وما يحدث من غسل أدمغة وتغرير باسم الدين، وكيف أن السلطة والقوة والإغراء باسم الدين هي أسهل طريقة لغسل الأدمغة الضالة. وهذا ينعكس بشكل محوري في الرواية من بداية الاستعمار العماني ثم الاستعمار الإنجليزي، ‏في المقابل نرى أن بعض سكان الجزيرة أنكروا الغزو الأجنبي وفضلوا العبودية باسم الدين على الحرية تحت حكم نصراني معادى للشريعة، اعتقاداً منهم أن ما يحكم به السلطان يمثل الدين الإسلامي الصحيح.

ظهور قصة ارتباط وحب ولدت من رحم هذه الأحداث الظالمة بين ابنة السلطان الأميرة و "نانو" الخادم الشخصي للأميرة والذي غيروا اسمه إلى سندس بعد خصيه. فكيف كانت علاقتهم قبل وبعد الغزو الإنجليزي؟ كيف أصبح سندس من خادم الى شخص أساسي في حياة الأميرة بعد الغزو الإنجليزي ، وكيف أصبح حال الأميرة من مالك الى مملوك، فهل تقبلت الأميرة الوضع؟؟

مثل سواحيلي مقتبس من كتاب سماهاني

هل يمكن لحب أن يولد في ظل كل هذا القهر، وهل للحب حدود في اختيار المكان والزمان أو من نحب ولماذا نحب؟


يوضح الكتاب أن القوة تغلب، وأن سياسة البقاء للأقوى والخضوع للأضعف تسود. وأن من تستهويه العبودية يجد صعوبة في التحرر. فنجد أن العبودية تكمن في عبودية الفكر. فمن أراد الاستبداد والطغيان على الآخرين وفرض سلطته بالقوة فل يبدأ بالسيطرة على العقول والتلاعب الخفي في المشاعر.


- وأخيراً لتفهم معنى "سماهاني" عليك أن تكمل الرواية، فهي كلمة من اللغة السواحلية وتعني...



228 views1 comment

Recent Posts

See All

1 Comment

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
Guest
Sep 06, 2024
Rated 5 out of 5 stars.

قراءة رائعة وافية استنطقت جماليات الرواية

شكرا تغريد💜

Like
bottom of page