top of page
Writer's pictureTagreed Hassan

أنثى موازية

Updated: Jun 23, 2023


 أنثى موازية - علي سيد قطب
أنثى موازية - علي سيد قطب

لـ علي سيد قطب

التقييم: ٥/٣


المراجعة:


تبدأ الرواية بسرد تفاصيل انتشار فيديو على الشبكة العنكبوتية على منصة اليوتيوب لفتاة تتمايل بجسدها في رقص مثير وخاطف للأنظار. يحصد الفيديو الملاين من المشاهدات فنجد انقسام المشاهدين بين معارضين وصفوه بانه محتوى مبتذل، وبين مؤيدين ومعجبين بحركات الرقص المثيرة ويتطلعون للمزيد. فمن هي فتاة اليوتيوب؟ ومن قام بنشر الفيديو؟ جميعها اسئلة تدور في بال كل من شاهد الفيديو.


تتمحور الرواية حول البطلة عبير، شابة في العشرينيات من عمرها، وهي البنت الكبرى لعائلة مكونة من أم وأب وأختيها غادة الوسطى وفدوى الصغرى. عبير! فتاة طموحة مليئة بالأحلام والطموحات، تتوق لمستقبل مليئ بالحب والنجاح، تربطها علاقة حب بزميلها في الجامعة "أحمد". طالما وعدها بالارتباط تحت ايطار الزواج وتكوين أسرة متحابة لكن كان ذالك الوعد تحت شرط حصوله على وظيفة أحلامه في بنك مرموق في القاهرة. فإذا بمجرد تخرجهما من الجامعة، ينصدم الجميع بالواقع وتنهار جميع الأحلام. تبدأ عبير معاناتها بين البحث عن وظيفة و إقناع أحمد للارتباط. فماذا حدث لحب حياتها الذي كانت تربطها به علاقة جميلة في أيام الدراسة الجامعية.

الرواية اجتماعية واقعية جداً تناقش مسألة اجتماعية تواجه كل امرأة في المجتمع الشرقي. تعكس عبير ما تمر به الكثير من الفتيات اليوم من ضغوطات تبدأ من العائلة، الا وهي فكرة الزواج وتكوين أسرة مهما كان الثمن ومهما كان الشخص . فنرى في واقعنا من يحاربن في إِثبات ذاتهم بالارتباط والانجاب غير مكترثين بأي تبعات. وهذا ما نراه في أحداث الرواية كيف ان عبير تسعى جاهدا لتحصل على هذا الامتياز، فنراها تلهي نفسها في البحث عن وظيفة فقط لتنسى ما يقف عائقًا امام ارتباطها. ايضاً ما فعلت من تنازلات وتغير لمبادئ كثيرة كان خوفاً منها لإدراجها تحت خانة الأقليات، تلك الخانة المخيفة المعزولة في زاوية منسية لابد الابدين.


ما أنكره ويثير استغرابي اعتراض بعض الأفراد والمجتمعات عن إرادة القدر في تدبير شؤون الحياة.


استطاع المؤلف أن يعبر عن عبير بتجسيده صراعاتها النفسية. فقد صور لنا المعاناة النفسية وكبت للمشاعر التي عانت منها، من تقلب في المراحل بداً بالإنكار والإحباط والحزن إلى مرحلة اليأس. فنسمع حديث عبير مع نفسها، ونرى دموعها تنهمر على خديها بغزارة مدعية التعاطف مع أحداث أليمة مثل وفاة الممثل أحمد زكي، فاغتنمت الفرصة لتبكي بحرقة معللة تأثرها لوفاته، لكن في الحقيقة تبكي عبير على نفسها وعلى ما وصلت اليه من حال.

أيضا ما يمارسه المجتمع ضدها وما يدور بين أفراد عائلتها فنرى نظرة الشفقة من جهة، ونظرة الاستهزاء من جهة أخرى. وصفوها بالشخص تعيس الحظ كما أصبحت تمثل رمزًا للتشاؤم.

فكانت حصيلة هذا، عبء كبيرلمواجهتها لمجتمع معادي، فكلما أرادت الانسجام قابلها بصد، كأنها جزء لا يستحق الانتماء لهذا العالم.

طالما حلمت عبير بأن تعيش حياة هادئة مليئة بالحب والحنان محاطة بأطفالها، لكن ماذا حدث ؟ فطالما كانت عبير حائرة في خياراتها وقراراتها؟ فماذا اختارت عبير؟

ما أصعب الشعور بالوحدة، وما أصعب البوح بهذا الشعور. اذاً هل عبير فعلاً وحيدة؟ هل الوحدة قناعة أم حقيقة؟

وأخيراً بعد صراع مع الألم والعلاج النفسي والكثير من الأحداث المؤلمة التى مرت عليها، يفتح الباب ويظهر شخص يسمى "رمزي"، من هو هذا الشخص؟ هل هو الفارس المنتظر؟

ما أعجبني، إقحام بعض الأحداث السياسية بصورة عفوية مع الإحداث الزمنية للرواية، وأثر تلك الأحداث في حيات الفرد، فبلا شك ما يحدث من تغيرات على الصعيد السياسي أو الاجتماعي له أثر كبير على الفرد وقناعاته، قد تصل أحيانا إلى تغيرات جوهرية. ايضاً ناقشة الرواية فكرة هل الإنسان مسير أم مخير، بصورة تلقائية منسجمة إلى حداً كبير مع الأحداث والقرارات و تبعاتها. وفي الأخير يسطر لنا القدر مسارات لم نتوقع المضي فيها.


ما لم يعجنني، التطور السريع في بعض العلاقات دون أي سرد وافي، على سبيل المثال شخصية "رمزي" وددت لو استرسل في بداية العلاقة مع عبير. ايضاً لم يعجبني بناء بعض الشخصيات في الرواية، لمست عدم أكتمال في بعض أحاسيسهم أو ربما في طريقة إيصال انفعالاتهم.



204 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page